كلمة معالي الأستاذ الدكتور/ عمران القيب
وزير التعليم العالي والبحث العلمي

تحية لأبنائنا العظماء الذين يجلسون الآن على مقاعد الدراسة رغم الأحداث الدموية التي كانت وراء حرمانهم من التعليم فكانوا بكل عزم وقوة في المدرجات والمدارس مستلهمين دروسا من التاريخ لتلك الأجيال التي كافحت من أجل أن تتعلم رغم الفقر والعوز والحرمان، ونترحم على من فقدناهم من زملائهم الذين تركوا مقاعد الدراسة وحملوا السلاح فأكلتهم الحروب في حرب ليست بواجبة.

تحية لكل أجيال المعلمين من علم جيلنا ومن قبلنا ومن بعدنا..

تحية لذلك الأستاذ القدوة الحسنة في العطاء والبذل تحية لفنيي المعامل الذين سلكوا لأداء الرسالة الإنسانية الحضارية السمحة، ومنهم من سارها على الأقدام، وكانت جميعها شاقة في سبيل أن يوفر تجربة معملية لطالب خرج من بيته في ظلام الفجر وقسوة البرد ببطن خاوية، وعقل متعطش للعلم، مرتديًا معطفا وحاملا حلما كبيرا.

تحية تقدير وإكبار للمعيدين أساتذة المستقبل، وتحية إجلال لكل العاملين في قطاع التعليم الجامعي والعالي، الذين يبذلون الجهد في سبيل النهوض بالعملية التعليمية والرفع من مستوى الكفاءات والقدرات.

تحية للموظف الذي آمن برسالته وأدرك الامانة التي أوكلت إليه في العمل على استدامة إيفاد شعلة العلم والتعليم، رغم قسوة الظروف المحيطة من انقطاع الكهرباء والوقود وضعف الدخل المادي إلا أنه استمر في تأدية عمله على أكمل وجه.

تحية لكل من ناضل في سبيل ترسيخ رسالة التعليم وأهميتها في انتشال الأجيال من الجهل والفقر.

تحية لكل من ساهم في هذا الزمن الصعب بأن تتاح لأجيالنا فرص التعليم الجيد الشامل والمجاني، والا لكان معظم أولادنا وقودا للحروب.

تحية لكل من لا يزال مقتنع ومؤمن بهذه القيم الحضارية العظيمة آلتي تنهض بالأمم وترفع شأن المجتمعات والأفراد في زمن المتاجرة والتربح والسمسرة وجني المكاسب المادية والحياة التي صارت متاحة للقادرين ليس إلا.
تحية لكل من يعزز دور المدرسة والمعهد والجامعة، ويناصر التعليم الجيد والشامل والمجاني، لأنه حق أصيل من حقوق الانسان.

فالتعليم هو مفتاح التنمية المستدامة، ويجب أن تكون جميع مراحل التعليم الزامية ومتاحة للجميع بما فيها التعليم العالي والبحث العلمي، ويجب تعزيز فرص التعليم مدى الحياة للجميع..

لن تنهض الأمم إلا بالتعليم ولن نكافح الفقر إلا بالتعليم المجاني للجميع دون تمييز.

تحية لكل قطاعات التعليم والتهنئة لهم باليوم العالمي للتعليم.

في الختام أعاهد ربي بأن أكون الخادم المطيع لرفعة هذا القطاع والسير به قدما بإذن الله، إلى الأمام سواء من موقعي الذي أنا فيه او من خلال وظيفتي التي أعتز بها كعضو هيئة تدريس.